qm8383.com
اتخاذ القرار تعدّ عملية صنع القرار واتّخاذه واحدةً من الاستراتيجيات التي يقوم عليها التفكير ، والتي تشمل البحث في عمق المشاكل والمسائل المطروحة وإيجاد الحلول المناسبة لها وإنتاج مفاهيم جديدة، وقد تعامل الباحثون مع عملية اتّخاذ القرار مع كلٍّ من البحث والتفكير والإنتاج التي تسبق صنع القرار بصورةٍ تستقلّ فيها الواحدة عن الأخرى، وذلك لشمولها على العمليّات المتعدّدة والمختلفة وتطلّبها لاستخدام المهارات ذات الكفاءة العالية من التفكير، والتي تعمل على التحليل والاستنتاج وطرح الأفكار، كما أنّ عمليّة اتّخاذ القرار تُصنّف ضمن العمليات المركّبة للتفكير، وتنقسم هذه العمليّة إلى قسمين رئيسين: الأوّل هو تحديد الهدف المنشود بصورةٍ واضحة، والثّاني هو إيجاد جميع الحلول والبدائل التي يُمكن تقبّلها. [١] أسباب التردد في اتخاذ القرار جُبلت النّفس البشريّة على خصائص لا مناص من وجودها عند كلّ واحدٍ من البشر، ولعلّ التردّد في اتّخاذ القرار واحدٌ من الخصائص البشريّة، لكنّها قد تختلف من شخصٍ لآخر، فالبعض قد يُزاوله تردّدٌ عابرٌ والآخر قد يُبالغ في تردّده، فينعكس ذلك بالسوء عليه، فمن أسباب التردد في اتخاذ القرار أن يكون ذلك من طبيعة المرء، أو يكون نتاج المشاكل النفسيّة التي يتعرض لها المرء من القلق النفسي والتوتر الدّاخلي، ومن الأسباب التي تجعل المرء متردّدًا في اتّخاذ قراره أن يكون صاحب وسواسٍ قهريٍّ يغلب نفسه، والذي يدفع صاحبه إلى البحث عن الأفضل دومًا، ممّا يجعله كثير التدقيق ولا يقبل الخطأ مهما كان كبيرًا أم صغيرًا، كما أنّه لا يمكن أن يسامحه نفسه في الأخطاء الصّغيرة بسيطة الحدوث، فيلجأ إلى تضخيمها وإدراجها ضمن مشاكل كبيرة، الأمر الذي يجعل منه غير قادر على اتّخاذ القرار المناسب بعد التردّد في صنعه أساسًا.
أما إن لم تُعجِبْكِ النتيجةُ، فإيَّاكِ أن توبِّخي ذاتكِ، بل اعمَدي إلى دراسةِ أسباب ذلك؛ لتعزمي بعد توصلكِ إليها على تصحيحِها وتجاوزِها في المرَّات القادمة، فإن نجحتِ فيها لاحقًا، فكَافِئي نفسَكِ، أو أَعِيدي العزم على تصحيحها، وهكذا، دون ملل أو يأس مهما تكرَّرت الإخفاقاتُ؛ فإن اتباعَكِ لذلك سيساعدُ على كسرِ حاجز الخوف والتردُّد في نفسكِ، ويهيِّئُكِ لاتخاذ القرارات الأكثر تعقيدًا في حياتكِ - بإذن الله تعالى. من ناحيةٍ أخرى، عليكِ باتخاذ العزم على تغيير أفكارِكِ فيما يتعلَّق بآراء المُحِيطين، والحد من المبالَغة في ذلك، واستبدلي بذلك أفكارًا مفادُها أن كلَّ مَن حولكِ من البشرِ معرَّض أيضًا للخطأ، وأن عَلاقتَكِ بآرائهم لا يجبُ أن تكون عَلاقة سلبية يسودُها الخوف والقلقُ، بل عَلاقة إيجابية تأملين منها الفائدة والاستنارة بآراء الثقات منهم، والإعراض عن رأي مَن هم ليسوا بأهله. ولكي تترسَّخ لديكِ هذه المفاهيم، أنصحكِ بمُجالسة نفسكِ للتفكير والتأمل فيها، ثم تخيَّلي نفسكِ وأنتِ تتصرفين مع الناس، وتتخذين قراراتكِ بِناءً على تلك المفاهيم، وكرِّري تلك الجلساتِ حتى تترسَّخ لديكِ تلك المفاهيمُ. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنكِ كلَّه، وينفع بكِ، وسنسعد بسماع أخباركِ الطيبة
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تردُّدي الكبير في اقتناء الملابس أرهقني؛ فلا يكاد يُعجِبني شيءٌ، مما أزعج الكثيرين مِن أهلي، وفي نهاية الأمر إذا اشتريتُ لا أشتري إلَّا شيئًا بسيطًا جدًّا، لا يُعجِب أكثر مَن حولي! فكيف أتخطَّى هذه المشكلةَ بأساليبَ عمليةٍ؟! وجزاكم الله خيرًا. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نرحِّب أولًا بانضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ وينفع جميع المستشِيرين. إن الخطوة الأولى والأساسية للتخلُّص مِن أية مشكلة تَكمُن في التعرُّف على أسبابها، وإن مِن بين أسباب التردُّد في اتخاذ القرار: عدمَ التدرُّب على هذه السمة منذ الطفولة بشكل جيِّد، كما أن المبالَغة في الاهتمام برأي الآخرين، والتوجُّس مِن انتقاداتهم يمثِّل سببًا آخر، فيتَّخِذ الإنسان من التردُّد - وعدم الحزْم في اتخاذ قراراته - وسيلةً لتجنُّب سماع انتقاداتٍ يتوقَّعها. ولذلك، فإنَّ انتفاء هذه الأسباب يمثِّل علاج مشكلتكِ، فضعفُ وقلةُ التدريب على اتخاذ القرارات يتمُّ تجاوُزه بزيادةِ تدريبكِ أنتِ لنفسكِ على ذلك، ولكي يتحقَّق ذلك فلا بد أن تقومي باتخاذِ قراراتٍ سريعةٍ في أمورٍ يسيرةٍ لا تكون لها عواقبُ سلبية، فإن خلص قراركِ إلى نتيجة مُرْضِية لكِ، فسارعي إلى مكافأةِ نفسكِ بما تحبِّينه، مما هو مشروع لتعزيز سلوككِ إيجابيًّا.
اقرأ أيضاً: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟ سادساً: فكِّر بشكلٍ إيجابي كي تنجح في اتخاذ القرارات السليمة بشكلٍ صحيح بعيداً عن التردد والخوف عليك أن تفكِّر بشكلٍ إيجابي حيال كل أمور ومواضيع الحياة، وأن تبتعد عن التفكير السلبي الذي يُعيقك عن اتخاذ أي قرار سليم وصائب في الحياة، كما عليك أن تبتعد عن الأشخاص السلبيين وعن الأخذ برأيهم. اقرأ أيضاً: 7 طرق لتبنّي التفكير الإيجابي كمنهج حياة سابعاً: تقبَّل الخطأ لتتَّخذ قرارات سليمة في حياتك بعيداً عن التردد والخوف، عليك أن تؤمن بفكرةٍ مهمة وهي أنَّ كل إنسان على هذه الأرض مُعرَّض للوقوع في الخطأ، وأن الخطأ هو أمرٌ وارد وطبيعي، لهذا عليك أن تتقبَّل أخطاءك وأن تعمل على تصحيحها عوضاً عن التهرُّب منها أو تحميلها لغيرك. ثامناً: ثق بنفسك لكي تتَّخذ القرارات الصحيحة بشكلٍ سريع بعيداً عن التردد عليك أن تُنمِّي ثقتك بنفسك، وأن تؤمن بالقدرات التي تمتلكها مهما كانت بسيطة، وتأكَّد بأنَّ الثقة هي مفتاح النجاح بالنسبة لكل إنسان. اقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقوي شخصيتك وتزيد ثقتك بنفسك هذه هي النصائح الأساسية التي يجب أن تتقيَّد بها لتنجح في اتخاذ القرارات الصائبة والصحيحة في الوقت المناسب بعيداً عن الخوف والتردد.
خطواتك للتخلص من ترددك وهنا أقول لمن يتردد مثل هذا التردد الذي يصاحبه شعور عميق بالخوف، وتوتر زائد عن الحد، ورهبة من المجازفة لأمر ليس عظيما؛ مما يجعله يهرب، ويهرب من الاختيار، حتى لو كان الهروب في صورة نقل اتخاذ القرار لشخص آخر بأشكال مختلفة تحت مسمى شيك مثل.. "مباركة الأهل"، أو "فلان أدرى"، أو "الضغط المستتر بعدم اتخاذ قرار حتى يأخذه غيره"، أو "الهروب من الموقف تماما تحت ادعاء يبدو حقيقياً"، الخ.. لكل هؤلاء أقول خطواتك للسيطرة على ترددك ستمر على مستويات الأفكار، والمشاعر، والسلوك.. وهذه النصائح الأساسية التي تساعدك في التخلص من التردد: 1- ترددك هو الملاءة التي تخفي وراءها حقيقة خوفك ، أو رفضك للخطأ، أو رفضك للخسارة/ الفقد، أو رفضك لعدم الكمال من وجهة نظرك، أو رفضك لتحمل المسؤولية؛ وإذا كان الأمر كذلك فلتسمِّ الأشياء بأسمائها، ولتبدأ أولى خطوات تحررك باعترافك لنفسك، وأمام نفسك بأنك خائف جدا ، أو رافض جدا للخطأ، أو رافض جدا للخسارة، أو رافض جدا لأي نقص، أو رافض للمسؤولية. 2- تحتاج الآن بعد هذا الاعتراف الصادق أن "تقبل" نفسك كما هي، وقبولك هذا لا يعني الموافقة على ما يرهقك نفسيا، ولا يعني استسلامك له بمزيد من التخبط والانهزام، كما لا يعني الشجار معه؛ وتوقفك عن الشجار يجعلك تتفادى الصراع الذي لا ينتهي إلا بنفس النتيجة.. وكل ما عليك فعله هو أن تقبل بصدق ما وجدت وما اعترفت به الآن لنفسك دون حكم على نفسك، وهذا هو القبول الصحي.
إذن العبرة هي بما اتخذته من قرار وليس بما يسيطر عليك من مشاعر.. تعلم هذه بارك الله فيك. أنا سعيد جدّاً أنك الحمد لله ملتزم بدينك وهذا لا شك أمر طيب، والتوكل على الله هو مفتاح كل خير، فسر على ذلك، وكما نصحتك كن حريصاً على الاستخارة في أمورك. بقي أن أقول لك: بما أن التردد ربما يكون فيه جزئية قائمة على قلق داخلي، أنصحك أن تمارس أي نوع متيسر من الرياضة مثل كرة القدم أو المشي أو السباحة أو غير ذلك، هذه كلها تجعلك أكثر إيجابية وأكثر ثقة في نفسك. هنالك بعض الممارسات الاجتماعية الممتازة جدّاً والإيجابية والتي تكوّن لدى الشخص ثقة داخلية خاصة، من هذه الأشياء هو: الانخراط في الأعمال الخيرية، والانضمام للتجمعات الشبابية المفيدة، هذه تقوي ثقة الإنسان في نفسه وتجعله يجد القدوة الطيبة والحسنة، وهذا لا شك يساعده في أن يتخذ القرارات الصحيحة، وحين يرى ما تقوم به المجموعة سوف يستصغر ما يعانيه من تردد في اتخاذ قراراته مما يكون مطمئناً له. أرى أنه سيكون من المفيد لك جدّاً أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدّاً والتي تزيل القلق الداخلي الذي أعتقد أنه وراء هذا التردد، العقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يومياً - ويفضل تناولها بعد الأكل - لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفّض الجرعة إلى كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناوله، الدواء طيب وسليم وفعال.
وتلعب التفاعلات بين تلك الأجزاء أدوارًا محددة عندما يحتاج الشخص أن يقرر بين عدة خيارات متاحة أمامه للقيام بأحد السلوكيات الموجهة نحو نحو هدفٍ معيّن. يرى علم النفس أنّ التردد في اتخاذ بعض القرارات هو أمرٌ طبيعيّ، لا سيّما في حال واجهتنا الخيارات الصعبة، إذ يحدث هنا إبطاءٌ في عمل الروابط الواقعة بين القشرة الدماغية ومنطقة الدماغ المعروفة باسم النواة تحت المظلية، والتي تلعب دورًا في عملية اتخاذ القرارات بشكلٍ عام. والبطء في السرعة ذاك يعمل بمثابة مكابح مؤقتة تساعد في تمديد وقت اتخاذ القرار للسماح لمزيد من الأدلة والمعلومات بالتراكم، ما يعني اتخاذ قرارات أفضل. التردد هو سمة حتمية للآليات العصبية التي تدعم عملية اتخاذ القرار وبالتالي نستطيع القول أنّ التردد والإحساس المؤلم الناتج عن الصراع بين خيارين قد لا يكون بالضرورة أمرًا سيئًا؛ إنما هي طريقة الدماغ لإبطاء الأمور واتخاذ القرار بشكلٍ أفضل والحدّ من العواقب السلبية التي قد تنشأ على إثره وتتبعه، ما يؤكّد على أنّ التردد هو سمة حتمية للآليات العصبية التي تدعم عملية اتخاذ القرار. ومن هذه الزاوية، كيف يمكننا النظر إلى التردد المبالغ فيه والذي قد يكون مرضيًّا في كثير من الأحيان؟ التحليل النفسي: التردد كمشكلة متجذّرة في الطفولة ترتكز فكرة التحليل النفسي على أنّ مشاكل حياتنا الحالية غالبًا ما تعود جذورها إلى مراحل حياتنا المبكّرة، لا سيّما الطفولة، حيث نبدأ بتطوير نمطٍ معيّن بالتعامل مع أمور حياتنا ثمّ نميل للتمسك به في وقتٍ لاحق، حتى في حال عدم وجودِ أيّ مبرر أو حاجة فعلية للإقدام على ذلك التصرف أو النمط، خاصة وأنه في كثيرٍ من الأحيان قد يجلب تكاليف باهظة.
qm8383.com, 2024 | Sitemap